تقدر يالأخضر

فضلت كتابة المقال من على ارتفاع أكثر من 20 ألف قدم، وبالتحديد الطائرة المتجهة من العاصمة الرياض إلى موسكو، حيث العرس العالمي الكبير، وإلى جانبي عدد كبير من الإعلاميين السعوديين بميول مختلفة، لكنهم هذه المرة وضعوها جانباً وأصبحوا على قلب رجل واحد لا يرون إلا الشعار الأخضر والأبيض، ولا صوت يعلو فوق صوت مصلحة منتخبنا، فهذا هلالي يتحدث عن تألق عمر هوساوي في الدفاع وكيف أنه مصدر أمان، وذلك نصراوي يتحدث بانبهار عن سالم الدوسري ومستوياته المتصاعدة، وثالث اتحادي يشيد بتيسير الجاسم وإمكاناته، وآخر اهلاوي يعول على فهد المولد كثيراً ويراهن عليه.

ساعات تفصل منتخبنا عن لقاء روسيا الذي سيخطف أنظار أكثر من ملياري مشاهد حول العالم، وهي المرة الأولى التي يوجد فيها «الأخضر» طرفاً في افتتاح المونديال الذي سيشاهده أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، بحضور عدد من الشخصيات العالمية، كل ذلك وأكثر يجعلنا نترقب مساء الغد بشغف كبير، خصوصاً وأن الإعداد للمونديال كان مختلفاً، وبإشراف مباشر من سمو ولي العهد الذي مرر رسائل عدة لنجوم منتخبنا بحضوره مباراة اليابان، واستقباله اللاعبين، بالإضافة إلى دعمه الكبير لهم، من خلال تجديد عقودهم مع أنديتهم، وسداد مستحقاتهم المتأخرة، ولا تخفى فحوى تلك الرسائل على أحد، لكن لامانع من التطرق لهدفها، وهو تهيئة «صقورنا» للمونديال، وإغلاق أي ملف من شأنه أن يؤثر على أي منهم بشكل سلبي.

في وقت سابق كنا نحفز اللاعبين ونطلب منهم اللعب من أجل الشعار، ورفعه عالياً في المحافل العالمية، واليوم نكرر ذات المطالب، ونضيف عليها بأن على لاعبينا «رد الجميل» للمسؤولين الذين قدموا خلال أشهر قليلة دعماً تاريخياً غير مسبوق، ونزيد على ذلك بأن كل «فارس» من فرسان الصحراء يجب أن يدرك بأنه يحمل آمال وطن، وطموحات شعب متعطش، وعليه أن يحترق ويقاتل من أجل إسعادنا بأداء مشرف، تجعل عيدنا «عيدين»، الأهم أن نبهر العالم بمستوياتنا.

تابعت منتخب روسيا خلال ودياته التي لم ينتصر في أي منها، وشاهدت مستوياته، هو ليس بـ»البعبع» الذي يخوّفنا، فالفوز عليه ليس مستحيلاً، صحيح أنه المستضيف لكن في النهاية لا يمكن أن أقارنه بالبرازيل، أي أن الفوز عليه أو حتى التعادل معه متاح، وفي المقابل شاهدنا «الأخضر» كيف أبهرنا امام الماكينات الألمانية، فالكرة تبتسم لمن يقدم مهر ذلك، والأهم أن نحترم الخصم وألا ننخدع بمستوياته ودياً، ونقول بصوت واحد «تقدر يالأخضر».

لا يمكن أن انهي المقال دون الإشارة للمجهودات الكبيرة التي بذلتها هيئة الرياضة بقيادة معالي المستشار تركي ال الشيخ، من أجل نقل الاعلاميين والمشجعين إلى روسيا وتسهيل مهمة كل واحد منهم، عمل كبير من كفاءات سعودية معظمهم يعملون بعيداً عن الأضواء «خلف الكواليس».

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.