أخضرنا جاب العيد!

ماذا حدث للأخضر ليلة العيد؟! وأين الأخضر الذي ظهر أكثر وقاراً واتزاناً وثقة أمام المنتخبين الإيطالي والألماني قبل المونديال ببضعة أيام؟! ولماذا فشلنا في تقديم أي شيء أمام أنظار العالم الذي كان يترقب ما يمكن أن يقدمه المنتخب الآسيوي القادم من الصحراء أمام المستضيف في افتتاحية المونديال؟!

يبدو أنَّ مواجهة ألمانيا التي خاضها أخضرنا في ختام استعداده للمونديال منحتنا ثقة أكبر مما ينبغي، ورفعت مستوى طموحاتنا أكثر من اللازم، فصدقنا أننا نملك أكثر مما نملك؛ حتى صرنا نطالب قبيل مواجهة روسيا بالنقاط الثلاث واعتبرنا أنَّ التعادل إن حدث سيكون أشبه بالخسارة، والأكيد أن مدربنا الأرجنتيني خوان بيتزي كان أول من صدَّق ذلك لدرجة أنَّه أصرَّ على مواجهة الدب الروسي على أرضه وبين جماهيره الغفيرة بدون محور دفاعي يرتق ثوبنا الدفاعي المهترئ، ويستر ما يمكن له أن يستر!

  مواجهة ألمانيا خدعتنا وجعلتنا نتناسى أنَّنا نشارك بكثير من العناصر المتواضعة التي لم يكن لها أن تمثل الأخضر، ولا أن تحمل على عاتقها طموحات الملايين وآمالهم لو لم نكن نعيش في فترة كروية سيئة على صعيد النجوم والمواهب، وأنَّنا ذهبنا إلى موسكو بمهاجم لم يحظ بقناعة وثقة الجماهير، وآخر يغيب منذ سنوات أكثر مما يحضر بفعل الإصابات والجلوس على مقاعد الاحتياط، وأنستنا أنَّنا ذهبنا بدفاع مترهل يعيش عناصره أسوأ حالاتهم الفنية والبدنية، وبحراسة مهزوزة يختلف الجميع على أسوأ ثلاثتهم لا على أفضلهم، وبدون صانع ألعاب حقيقي؛ لكنَّنا رغم ذلك كان نراهن على قدرات البقية وروح الجميع ودافعيتهم لتحقيق ظهور مشرف إن لم يكن بالإمكان تحقيق نتائج مشرفة، واستيقظنا على خمس ضربات روسية على رؤوسنا أعادتنا للواقع المر الذي يقول: الشق أكبر من الرقعة!

  أخفق بيتزي بلا شك في قراءة فريقه قبل أن يخفق في قراءة المنتخب الروسي، لكني بالرغم ذلك لا أحمله الكثير من مسؤولية الخماسية المؤلمة؛ ولا أوافق من يقول إنَّ استمرار مارفيك كان سيغير كثيرًا من حظوظ ونتائج الأخضر في المونديال، فلا زلت أقول أن مارفيك كان محظوظًا مع المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وأنَّ الحظ ونتائج الفرق الأخرى لعبت دورًا أكبر مما لعبه مارفيك في تأهل الأخضر للمونديال، لكن ذاكرة الجماهير لا تتذكر إلا النتيجة النهائية!

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.