أمَّا بعد.. ماذا بعد؟!

انتهت مشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا 2018، وحدث هناك ما حدث، سقوط في بداية المشوار، ومحاولة لاستعادة التوازن أمام الأوروجواي، فختام حفظ شيئًا من ماء الوجه أمام الشقيق المصري، لكنها بكل الأحوال لم تكن المشاركة التي توازي طموحاتنا وآمالنا، ولا ما قدم لأجلها من تضحيات وأموال وقرارات استثنائية كان أبرزها إلغاء نهائي السوبر بين الهلال والاتحاد، وإلغاء بطولة كأس ولي العهد وعدم استكمال مجرياتها بعد انطلاقها وتأهل ثماني أندية لربع نهائي البطولة!.  

ماذا بعد الخروج من المونديال بنتائج كانت أقل من المأمول، وبمستويات تؤكد أنَّنا ما زلنا بعيدين عن اللحاق بركب الصفوف الأولى في عالم كرة القدم بعد المشرق عن المغرب؟! وما الذي يمكن أن نفعله لنبدأ مشوار الألف ميل الذي ما زلنا نقف فيه عند خط البداية منذ عقود؟! وهل يكفي تخفيض عقود اللاعبين السعوديين أو ابتعاث المواهب لأكاديميات أوروبية أو تسهيل وترتيب تجارب احترافية خارجية لعدد من اللاعبين السعوديين؟!.

الاعتقاد أنَّ احتراف أعداد من اللاعبين السعوديين خارجيًا سيكون كافيًا يجعلنا نتساءل: هل نفع ذلك الأشقاء في المغرب وتونس ومصر الذين ذهبوا إلى موسكو مدججين بعدد من اللاعبين المحترفين بأقوى دوريات أوروبا فعادوا بخفي حنين؟!.

أمَّا ابتعاث صغار السن لأكاديميات أوروبا فهو فكرة تبدو جيدة ومثمرة، لكن أليس من الممكن والأجدى أن نؤسس في مناطق مملكتنا أكاديميات (حقيقية) بمواصفات عالمية لتنتج لنا بحلول 2030 آلاف المواهب المؤهلة والمؤسسة فنيًا وبدنيًا واحترافيًا، لماذا لا ننشئ المصانع هنا بين أعيننا بدلًا من أن يتم التصنيع هناك؟!.  

الأفكار كثيرة، والآراء متعددة، وسنتفق ونختلف، لكن علينا أن نردد من اليوم وكل يوم: ماذا بعد؟!، قبل أن نعود للانشغال عن منتخبنا بهموم أنديتنا ومسابقاتنا، وقبل أن نعاود الانغماس في نعاسنا، والاستيقاظ بعد سنوات باحثين عن مجرد تأهل عسير وخروج سريع يحفظ ماء الوجه!.

قصف

  ** الفيفا يختار أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر ضمن لجنة ترشيح أفضل لاعب وأفضل مدرب في العالم، وهو العربي الوحيد في جميع لجان جوائز الفيفا، ولسان حال هذا السامي مع بعض إعلامنا: يزيدون سفاهة فأزيد (وهجًا).. كعود زاده الإحراق طيبًا!.

** لا يجب أن يكون المدرب مهما كان اسمه وحجمه هو (الحاكم بأمره) في مسألة اختيار اللاعب الأجنبي، يجب أن يُمنح الثقة بحذر، وأن يتم التدقيق والتمحيص بعد ذلك على اختياراته ومدى مناسبتها للفريق، معادلة صعبة وحساسة الحظيظ من نجح في فك رموزها!.  

** الجماهير أذكى مما يتصور بعض الإعلاميين، والمتلقي أصبح يفرق بوضوح بين الإعلامي الناقد و(الناقم)، والمحلل و(المتحلل)، والخبير و(الخبيل)، والمتخصص و(المتخبص)، والسيد (تويتر) ساهم بشكل كبير في كشف حقيقة كثيرين ممن يقدمون على أنهم رموز للإعلام الرياضي!.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.