قطر وحملاتها السوداء

لم نكن بحاجة إلى تغريدة بلاتر لنؤمن بأن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 تحقق بفضل «الفساد» الذي أبعد بلاتر عن منظومة الكرة، إثر فضائحه إلى جانب عدد ممن عملوا معه يتقدمهم فالكه وبلاتيني وكانتر وعدد من النواب والتنفيذيين، وهو ما برهن لنا بأن أروقة «فيفا» خلال فترة بلاتر عاشت في وحل من الفساد، لذلك كانت مهمة قطر سهلة، لأنها اعتمدت على شراء الذمم والأصوات، وأنفقت الأموال للفوز بطرق غير مشروعة.

اطلعت على تقرير صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية بشأن الوثائق التي تحصلت عليها من

 أحد العاملين في الملف القطري الذي كشف استعانتهم بشركات علاقات عامة وغيرها لتنفيذ 

«حملات سوداء» لتشويه ملفات التنظيم المنافسة وهو مايخالف أنظمة فيفا، ولم أستغرب هذا النهج لأنه ديدن نظام الحمدين، إذ تعودنا منه بث سمومه ضد المملكة وجيرانها، وتشويه صورتهم بأخبار ومعلومات خاطئة بهدف إثارة الفتن، حتى استعانة القطريين بأميركيين في الكونجرس

 وبكتاب صحف ومنحهم الأموال لكتابة تقارير تستهدف الأميركيين من خلال بث المخاوف

 الاقتصادية في حال تنظيم أميركا للمونديال، هو امتداد للممارسات القطرية وتجنيدهم للخونة في كل بلد يستهدفونه، فالسعودية سبق وأن قبضت على عدد الخونة الذين جندتهم قطر.

المطلع على المشهد يعلم بأن «الفساد» يحيط بالملف القطري من كل الجهات، فالمسؤولون في ذلك العهد انفضحوا في قضايا فساد بما فيهم رأس الهرم بلاتر، والأدلة موجودة على أن قطر اشترت أصواتاً من أجل الكسب، حتى اعترافات بعض المصوتين بتلقي أموال قطرية كانت حاضرة، وما ذكره بلاتر من تدخل للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي نقطة في بحر الفساد الذي رجح كفة قطر، وجولة بسيطة في محرك البحث «جوجل» بكلمات مبعثرة مثل «فساد رشاوى قطر فيفا 2022» ستجد آلاف التقارير والأخبار من مصادر عالمية موثوقة تتحدث عن هذا الملف وأسراره وفضائحه منذ اللحظة التي أعلن فيها فوز قطر بالتنظيم عام 2010م.

حتى غير المطلع يدرك بأنه من غير المعقول أن ينتصر ملف قطر على الملف الأميركي بأي حال من الأحوال، لأنه لا توجد مقارنة بين الجانبين، لا من ناحية مساحة الدولة وتاريخها أو حتى إمكانياتها وقدرتها على استضافة حدث بهذا الحجم، بما فيها المناخ والطقس، لكن قطر لعبت على ورقة «الرشاوى»، وهو ما منحها الفوز رغم ضعف ملفها مقارنة بالملف الأميركي الذي فاز بتنظيم مونديال 2026 بفارق أصوات كبير، لأنه دخل منافسة شريفة فاز فيها الأجدر، وسلم فيها من الفساد وأهله.

فيفا يجب أن يكون أكثر شجاعة ويتعامل بصرامة مع فضائح الفساد التي لازمت الملف القطري، وعليه إعادة النظر في مسألة تنظيم دولة ممولة للإرهاب والإرهابيين لحدث بهذا الحجم، وليتذكر انفانتينو بأن قطر تحولت إلى «جزيرة» بسبب خلافاتها مع جيرانها، كذلك هو مطالب بالتفكير في إقامة المونديال شتاءً لأول مرة في تاريخه، واعتراضات الدول المشاركة وأصواتها التي بدت تعلو بهذا الشأن، وكل الاتحادات الرياضية عليها تكثيف تحركاتها والضغط على «فيفا» من أجل سحب الثقة من دولة غير جديرة باحتضانهم ومشجعيهم، كذلك بريطانيا يفترض أن تتحرك بقوة من أجل نقل الاستضافة لها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.