تتناول هذه المقدمة التطورات الأخيرة في عالم الاستثمار في الأسهم، مع التركيز على الفرص المتاحة في الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية، والتحديات التي يواجهها المستثمر العربي.
في السنوات الأخيرة، ازداد الاتجاه للاستثمار في الأسهم كأحد الوسائل لتنمية رأس المال. وبدأ المستثمرون يطرقون أبواب الاستثمار المختلفة بحثاً عن العائد المناسب. وبالرغم من أن البعض يقصر استثماراته على الأسواق المحلية، إلا أن هناك الكثير ممن بدأ يكتشف الفرص الاستثمارية المتميزة لأسواق الأسهم الإقليمية والعالمية، وبالذات الأمريكية منها والتي تعتبر من أكبر أسواق المال في العالم.
إلا أن هناك بعض العوائق التي تحد من قدرة المستثمر العربي على الاستفادة بشكل جيد مما هو متاح في الأسواق العالمية. أهم هذه العوائق:
يخطئ من يعتقد أن الاستثمار في الأسهم يمكن أن يتم بصورة عشوائية دون قواعد متفق عليها، وأن كل ما يحتاجه الشخص مجرد شراء الأسهم وبيعها بين الحين والآخر، على أمل أن تصعد الأسعار بعد وقت الشراء وتبقى كذلك إلى أن يحين موعد بيعها.
يخطئ من يعتقد أنه قادر على تحقيق عائد كبير خلال فترة قصيرة. ربما لاعتقاده بأنه طالما استطاع في مرة أو مرتين، وبطريقة عشوائية، تحقيق ربح معين في شركة معينة، فلا بد أن يستطيع تحقيق عوائد مشابهة في المستقبل.
ينقسم المستثمرون في الأسهم إلى من يستثمر على المدى الطويل ومن يستثمر على المدى القصير:
ويؤكد هذا الكتاب، الذي يتناول بشكل كبير الاستثمار في الأسهم، على أربع قواعد رئيسية على المستثمر إتباعها:
ومن الأدلة على أن الاستثمار في الأسهم يحقق عوائد عالية على مدى سنوات طويلة ما نراه في نمو مؤشر "داو جونز" الذي يعكس أداء الشركات الأمريكية خلال الخمسة وخمسين عاماً الماضية. إن هذا النمو الكبير في قيمة أسهم الشركات الأمريكية لا يضاهيه أي استثمار آخر، سواء في العقار أو في الذهب أو عن طريق الإيداع في البنوك أو غيرها من وسائل الاستثمار.
لقد كان عام 2000 من الأعوام التي نبّهت المستثمر إلى ضرورة الفهم الصحيح لمعنى الاستثمار وكيفية تجنب الأخطاء القاتلة. فقد مر على أسواق الأسهم عدة سنوات في التسعينات كان الاستثمار فيها يبدو سهلاً للغاية.
والتي تقول بأن هناك دوماً شخصاً أكثر حماقة من الشخص الذي يشتري السهم في المرة الأولى، ألا وهو الشخص الذي يشتريه في المرة الثانية! أي حتى وإن كان الشخص الأول أحمقاً فإن هناك شخصاً آخر أكثر حماقة لديه الاستعداد لشراء السهم متى ما أراد الأحمق الأول بيعه.
من أهم دوافع تأليف هذا الكتاب توفر الإنترنت كوسيلة لتداول الأسهم من المنزل أو العمل، وبالذات تداول الأسهم الأمريكية من خارج الولايات المتحدة بيسر وسهولة. وبدون توفر هذه الوسيلة المعلوماتية الهامة، لن يستطيع المستثمر العربي الاستفادة من الاستثمار في الأسهم الدولية والمحلية بالشكل العملي المطلوب.
قد يعارض البعض الاستثمار في أسواق المال الدولية من منطلق أن في ذلك دعوة لهجرة الأموال المحلية إلى الأسواق الأجنبية بدلاً من تشجيع الاستثمار الوطني والاحتفاظ برأس المال الوطني داخل البلاد. وبالرغم من صحة هذا الاعتقاد في شكله الظاهري، إلا أن في ذلك ابتعاداً عن الواقع العملي والتاريخي.