مقدمة الطبعة الثانية

المال والاستثمار في الأسواق المالية - الدكتور فهد الحويماني

نظرة عامة على المقدمة

تتناول هذه المقدمة التطورات الأخيرة في عالم الاستثمار في الأسهم، مع التركيز على الفرص المتاحة في الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية، والتحديات التي يواجهها المستثمر العربي.

الأسواق المالية العالمية

في السنوات الأخيرة، ازداد الاتجاه للاستثمار في الأسهم كأحد الوسائل لتنمية رأس المال. وبدأ المستثمرون يطرقون أبواب الاستثمار المختلفة بحثاً عن العائد المناسب. وبالرغم من أن البعض يقصر استثماراته على الأسواق المحلية، إلا أن هناك الكثير ممن بدأ يكتشف الفرص الاستثمارية المتميزة لأسواق الأسهم الإقليمية والعالمية، وبالذات الأمريكية منها والتي تعتبر من أكبر أسواق المال في العالم.

إحصائيات الأسواق الأمريكية

3,500+ شركة في سوق نيويورك
1.5 مليار سهم متداول يومياً
10+ تريليون دولار قيمة سوقية
NASDAQ سوق إلكتروني متطور

التحديات والعوائق

إلا أن هناك بعض العوائق التي تحد من قدرة المستثمر العربي على الاستفادة بشكل جيد مما هو متاح في الأسواق العالمية. أهم هذه العوائق:

العوائق الرئيسية

  • عامل اللغة: عدم وجود مصادر عربية جيدة للمعلومات المالية
  • عدم الفهم السليم: لطبيعة الأسواق المالية وكيفية عملها
  • النظريات الاستثمارية: عدم الفهم الصحيح للمفاهيم المالية
  • المراجع العلمية: الحاجة لمراجع سهلة ومبسطة

مفهوم الاستثمار الصحيح

يخطئ من يعتقد أن الاستثمار في الأسهم يمكن أن يتم بصورة عشوائية دون قواعد متفق عليها، وأن كل ما يحتاجه الشخص مجرد شراء الأسهم وبيعها بين الحين والآخر، على أمل أن تصعد الأسعار بعد وقت الشراء وتبقى كذلك إلى أن يحين موعد بيعها.

تحذير مهم

يخطئ من يعتقد أنه قادر على تحقيق عائد كبير خلال فترة قصيرة. ربما لاعتقاده بأنه طالما استطاع في مرة أو مرتين، وبطريقة عشوائية، تحقيق ربح معين في شركة معينة، فلا بد أن يستطيع تحقيق عوائد مشابهة في المستقبل.

أنواع المستثمرين

ينقسم المستثمرون في الأسهم إلى من يستثمر على المدى الطويل ومن يستثمر على المدى القصير:

الاستثمار طويل المدى

  • عدة سنوات (3-5 سنوات على الأقل)
  • يمتد إلى عشرات السنين
  • يؤدي إلى أفضل النتائج
  • أكثر أماناً واستقراراً

الاستثمار قصير المدى

  • عدة أشهر بالكثير
  • يتطلب مهارات خاصة
  • يحتاج وقت كافي للمتابعة
  • مخاطر أعلى

القواعد الأربع الرئيسية

ويؤكد هذا الكتاب، الذي يتناول بشكل كبير الاستثمار في الأسهم، على أربع قواعد رئيسية على المستثمر إتباعها:

القواعد الأساسية للاستثمار

  • الفهم الصحيح: لطبيعة الاستثمار في الأسواق المالية والاطلاع على المفاهيم الاستثمارية المختلفة
  • القدرة على القراءة: أداء الشركات من خلال ما يتوفر من بيانات ومعلومات
  • إدراك الأمان: أن الاستثمار الآمن هو ذلك الذي يتم على المدى الطويل
  • الأساليب المتقدمة: لمن لديه الوقت والقدرة على تحمل بعض المخاطرة

دليل النمو التاريخي

ومن الأدلة على أن الاستثمار في الأسهم يحقق عوائد عالية على مدى سنوات طويلة ما نراه في نمو مؤشر "داو جونز" الذي يعكس أداء الشركات الأمريكية خلال الخمسة وخمسين عاماً الماضية. إن هذا النمو الكبير في قيمة أسهم الشركات الأمريكية لا يضاهيه أي استثمار آخر، سواء في العقار أو في الذهب أو عن طريق الإيداع في البنوك أو غيرها من وسائل الاستثمار.

دروس مستفادة من الأزمات

لقد كان عام 2000 من الأعوام التي نبّهت المستثمر إلى ضرورة الفهم الصحيح لمعنى الاستثمار وكيفية تجنب الأخطاء القاتلة. فقد مر على أسواق الأسهم عدة سنوات في التسعينات كان الاستثمار فيها يبدو سهلاً للغاية.

نظرية الأحمق الأكبر

والتي تقول بأن هناك دوماً شخصاً أكثر حماقة من الشخص الذي يشتري السهم في المرة الأولى، ألا وهو الشخص الذي يشتريه في المرة الثانية! أي حتى وإن كان الشخص الأول أحمقاً فإن هناك شخصاً آخر أكثر حماقة لديه الاستعداد لشراء السهم متى ما أراد الأحمق الأول بيعه.

دور الإنترنت في الاستثمار

من أهم دوافع تأليف هذا الكتاب توفر الإنترنت كوسيلة لتداول الأسهم من المنزل أو العمل، وبالذات تداول الأسهم الأمريكية من خارج الولايات المتحدة بيسر وسهولة. وبدون توفر هذه الوسيلة المعلوماتية الهامة، لن يستطيع المستثمر العربي الاستفادة من الاستثمار في الأسهم الدولية والمحلية بالشكل العملي المطلوب.

مزايا التداول عبر الإنترنت

  • تكلفة متدنية للبيع والشراء
  • سهولة في العمليات بدون تخاطب شخصي
  • كم هائل من المعلومات المالية المجانية
  • تمكين المستثمر الأجنبي من الدخول للأسواق الأمريكية
  • عدم دفع ضرائب للمستثمر الأجنبي على الأرباح

تساؤل حول الاستثمار الخارجي

قد يعارض البعض الاستثمار في أسواق المال الدولية من منطلق أن في ذلك دعوة لهجرة الأموال المحلية إلى الأسواق الأجنبية بدلاً من تشجيع الاستثمار الوطني والاحتفاظ برأس المال الوطني داخل البلاد. وبالرغم من صحة هذا الاعتقاد في شكله الظاهري، إلا أن في ذلك ابتعاداً عن الواقع العملي والتاريخي.

أسباب الاستثمار الخارجي

  • ضعف الأسواق المحلية مقارنة بالأسواق الدولية
  • رداءة المناخ الاستثماري في معظم الأسواق المحلية
  • الحاجة للتنويع في المحفظة الاستثمارية
  • الاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق المتقدمة