يغطي هذا الفصل المفاهيم الأساسية للاستثمار في الأسهم، بما في ذلك الفوائد والمخاطر، والتخطيط المالي، ومبادئ نمو رأس المال. الفصل مقسم إلى أربعة أجزاء لتيسير الفهم والاستيعاب.
يكون الاستثمار في أسهم الشركات من أسهل الطرق المتاحة للمستثمر العادي للدخول في تجارة معينة دون قيامه بأداء العمل بنفسه. فهي على سبيل المثال تتيح للفرد أن يستثمر في شركة بترولية من غير أن يكون لديه معرفة فنية في مجال البترول ولا أن يقوم بالمتابعة اللصيقة لصناعة البترول وتجارته.
يتيح له الاستثمار في الأسهم أن يجني بعضاً من أرباح شركات الأدوية والتكنولوجيا وغيرها دون أن تكون له خبرة عملية في هذه المجالات. يوضح الجدول التالي العوائد المتحققة عن طريق الاستثمار لمدة طويلة في بعض الشركات الأمريكية.
ومنها يتضح مدى العائد الذي يمكن تحقيقه عند اختيار السهم المناسب في الوقت المناسب والاحتفاظ به مدة كافية. على سبيل المثال نجد أن العائد لأسهم شركة سيسكو سيستمز (Cisco Systems) كان حوالي 30% في المتوسط لعدة سنوات. وهذا بلا شك يعتبر عائداً غير طبيعي، إلا أن من الممكن في كثير من الشركات تحقيق عوائد تتراوح ما بين 10% إلى 20% سنوياً.
بأي حال من الأحوال نجد أن مؤشر أس آند بي (S&P 500) قد حقق حوالي 15% سنوياً خلال التسعينات الميلادية. وكما سنرى لاحقاً أن رأس المال البالغ 10 آلاف دولار والذي ينمو بنسبة 15% سنوياً وبشكل تراكمي لمدة عشر سنوات يصل إلى ما فوق 40 ألف دولار في نهاية العشر سنوات.
فلو أنك استثمرت في الشركات نفسها التي يغطيها مؤشر S&P 500 خلال السنوات العشر الماضية، لاستطعت تحقيق العائد نفسه. طبعاً هناك العديد من المحترفين ممن حقق عوائد أكثر من ذلك على فترات زمنية طويلة.
منهم على سبيل المثال الأسطوري وارن بافيت الذي حقق عائداً يقدر بنسبة 25% سنوياً لمدة أربعين عاماً، مما حقق له ثروة تفوق 10 بلايين دولار!
هذه النسب العالية من العوائد لا تعني أن كل مستثمر يمكنه تحقيقها. إنها تتطلب مهارات خاصة، ومعرفة عميقة، ووقت طويل، وحظاً جيداً. لكنها تثبت أن الاستثمار في الأسهم يمكن أن يكون وسيلة فعالة لبناء الثروة على المدى الطويل.
هذا الفصل مقسم إلى أربعة أجزاء لتيسير الفهم والاستيعاب: