في هذا الجزء نستكشف المخاطر المختلفة المرتبطة بالاستثمار في الأسهم، سواء المخاطر العامة أو المخاطر الخاصة بالاستثمار عبر الإنترنت، مع التركيز على طرق الحماية والاحتياطات المطلوبة.
بلا شك إن الاستثمار في الأسهم له مخاطر كثيرة. منها ما تحتمه طبيعة الاستثمار التجاري بجميع أشكاله، نتيجة وجود عنصر المخاطرة متى ما أقدم الشخص على الاستثمار في تجارة معينة؛ ومنها ما هو خاص بالأسهم ذاتها.
ومن المعروف أن تداول الأسهم بشكل عام يعتبر أكثر خطراً من بعض سبل الاستثمار الأخرى كونه يمر بمراحل صعود وهبوط من الصعب التنبؤ بها. كما إن الاستثمار في الأسهم يتطلب من المستثمر الثقة في قدرة غيره على التصرف برأس ماله!
فعند شرائك لأسهم شركة ما فأنت في واقع الأمر تضع ثقتك في إدارة هذه الشركة على أنها سوف تتصرف بأحسن الطرق لتحقق العائد المالي الذي تطمح به. وإن كنت تستثمر عن طريق وسيط متخصص فأنت تثق في قدرة ذلك الوسيط على حسن التصرف وعلى توفر المعرفة الكافية لديه.
هذه التوقعات قد لا تكون دائماً في محلها، فليست كل إدارات الشركات ناجحة أو حتى نزيهة، بل إنه نظراً لطبيعة الشركات المساهمة، والتي تخلي مسؤولية إدارتها من عواقب سوء الإدارة، فقد لا يكون لدى إدارة الشركة الدافع القوي لحسن التصرف بما لديها من أموال.
ويعتبر ما حدث لشركة إنرون (Enron) والتلاعب المحاسبي الذي قامت به الشركة واحداً من أكبر حالات الإفلاس في تاريخ الولايات المتحدة.
كانت إنرون واحدة من أكبر شركات الطاقة في الولايات المتحدة، لكنها انهارت في عام 2001 بسبب التلاعب المحاسبي والاحتيال المالي. فقد قامت الإدارة بإخفاء الديون وإظهار أرباح وهمية، مما أدى إلى خسارة المستثمرين مليارات الدولارات.
هناك بعض المخاطر المصاحبة للاستثمار عبر الإنترنت، علاوة على مخاطر الاستثمار بشكل عام وهي تأتي نتيجة اعتماد المستثمر على تقنية جديدة لا تخلو من مشاكلها الخاصة بها.
قد يحدث أحياناً أن يكون هناك خلل في الأسعار المعروضة (لسبب أو آخر وهي نادرة بأي حال من الأحوال)؛ فيتخذ الشخص قراره بناء على أسعار خاطئة، أو غير فورية. ولو أن هذا الخطأ حدث عن طريق الوسيط وجهاً لوجه أو من خلال الهاتف لتحمل الوسيط الخطأ.
هناك العديد من العروض المغرية للدخول في استثمارات معينة ممن يدّعي أصحابها إمكانية الحصول على عوائد غير معقولة؛ والتي يجب على المستثمر تجنبها.
ويجب بشكل عام تجنب العروض التي تدّعي عدم وجود أي نوع من المخاطرة، حيث لا يوجد أي استثمار خال من المخاطرة. ويجب عدم الاندفاع واتخاذ قرار الاستثمار بشكل سريع مهما كان الأمر وهو عادة ما يسعى إليه محتالو الإنترنت.
هناك طرق كثيرة للاحتيال. منها ما يعرف بالطرق الهرمية (Pyramid Schemes) والتي تعتمد على تعاون عدد كبير من الناس في بث معلومة ما أو جمع مبلغ معين.
ومنها كذلك طرق تعتمد على الإشهار بأسهم معينة لاستقطاب عدد كبير من المستثمرين. الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعر السهم؛ وبالتالي قيام من قام بالإشهار ببيع ما لديه من أسهم. تعرف هذه الطريقة بطريقة "Pump and Dump".
يجب التأكد من أن الاتصال بالوسيط يتم عن طريق آمن، وذلك بواسطة استخدام متصفح لديه القدرة على الاتصال الآمن. كذلك التأكد من أن الوسيط يقدم خدمة آمنة.
يجب عدم إرسال رقم الحساب للوسيط عن طريق البريد الإلكتروني على الإطلاق. حيث بإمكان أي شخص أن يقرأ الرسالة ويعرف رقم الحساب. استخدم دائماً القنوات الآمنة للتواصل مع الوسيط.