أضرار الصيام المتقطع : المقال ملخص لمحاضرة بعنوان : الصيام المتقطع يسبب الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية للدكتورة أنيت بوسورث
مؤخرًا، تداول الكثيرون عنوانًا صادمًا يربط بين اتباع نظام الصيام المتقطع بنافذة زمنية تقتصر على ثماني ساعات وزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 91%.
هذه النتيجة تثير القلق والجدل، خاصة مع شعبية الصيام المتقطع وفوائده المحتملة قصيرة الأمد.
ومع ذلك، يجب النظر بحذر وتمعن في هذه الدراسة وطريقة إجرائها.
النتائج لم تُنشر في مقال مُحكم
أولًا، من الجدير بالذكر أن هذه النتائج لم تُنشر في مقال مُحكم بل عُرضت في شكل “بوستر”، والذي يُعتبر بداية للحوار العلمي وليس خلاصة نهائية.
الدراسة شملت استبيانًا لأكثر من 43,000 شخص على مدار 15 عامًا، مع استبعاد من لا يستطيعون تذكر نافذة تناولهم للطعام في الأيام السابقة أو من لديهم استهلاك سعرات حرارية متطرف.
البيانات التي تم الاعتماد عليها تم جمعها من 20,000 شخص فقط، مع النظر في نافذة تناول الطعام خلال اليومين السابقين.
ومن ثم، تم ربط هذه البيانات بسجلات الوفاة في نهاية عام 2019 لمعرفة أسباب الوفاة.
عند تحليل البيانات، يجب الانتباه إلى بعض النقاط الهامة.
أولًا، تم استخدام المجموعة التي تتبع نافذة تناول طعام تتراوح بين 12 إلى 16 ساعة كمجموعة مرجعية للمقارنة.
لوحظ وجود فروقات كبيرة في عادات أسلوب الحياة، مثل التدخين، بين المجموعات المختلفة، مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نتائج الدراسة.
قيم تفتقد إلى المعيار
بالإضافة إلى ذلك، القيم الإحصائية المُستخدمة للثقة في البيانات لم تصل إلى المعيار المعتاد الذي يُعتبر دليلًا على الثقة العالية في النتائج.
كما أن طريقة الاستبيان الوحيدة التي تم استخدامها لجمع البيانات قد تقدم لمحة محدودة عن العادات الغذائية للمشاركين ولا تعكس بالضرورة نمط حياتهم بشكل دقيق.
من الضروري أيضًا الأخذ في الاعتبار أن استنتاجات الدراسة تعتمد على بيانات تم جمعها من استبيان واحد فقط يسأل عن عادات تناول الطعام خلال يومين فقط، ومن ثم محاولة ربط هذه البيانات بأسباب الوفاة بعد مرور ما يصل إلى 13 عامًا.
هذا النوع من الربط قد يكون محفوفًا بالمخاطر وقد لا يعكس بدقة تأثير نمط تناول الطعام على المدى الطويل على صحة القلب والأوعية الدموية.
دراسة أضرار الصيام المتقطع لم تتبنها مجلات علمية
بالإضافة إلى ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن نتائج الدراسة تم نشرها في شكل “بوستر” وليست في مجلة علمية محكمة، مما يعني أنها لم تخضع بعد لعملية تقييم دقيقة من قبل خبراء في المجال.
هذا العامل يؤكد على ضرورة توخي الحذر عند تفسير النتائج والاعتماد عليها كدليل قاطع.
علاوة على ذلك، الفروقات الكبيرة في عوامل نمط الحياة، مثل التدخين، بين المجموعات المختلفة يمكن أن تساهم في تفسير نتائج الدراسة.
على سبيل المثال، نسبة التدخين كانت أعلى بكثير في المجموعة التي تناولت طعامها في نافذة زمنية أقل من ثماني ساعات مقارنة بالمجموعة المرجعية، وهو عامل معروف بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
أهمية البحث عن الأدلة العلمية القوية
في النهاية، يجب القول إن هذه الدراسة تثير نقاطًا تحتاج إلى مزيد من البحث والتقييم.
ومع ذلك، من الضروري عدم الاستنتاج بسرعة واعتماد العناوين الصادمة كحقائق مطلقة.
من المهم دائمًا البحث عن الأدلة العلمية القوية والموثوقة قبل إجراء تغييرات كبيرة على نمط الحياة أو النظام الغذائي استنادًا إلى نتائج دراسة واحدة، خاصةً تلك التي لم تُنشر في مجلات علمية محكمة.
المصدر على YouTube
اقرأ أيضاً
هل يساعد الصيام في استعادة صحة الكلى والتعافي من أمراض الكلى المزمنة
تأثير الصيام على القدرة على التركيز
خفض تراكم الدهون على الكبد بفعالية: استراتيجيات الكيتو والصيام المتقطع مع مشروب يومي معزز للصحة
قم بكتابة اول تعليق