هل سنستمر في لندن؟

في مقال سابق ذكرت، بأن الدوريات العالمية كالإنجليزي، الإسباني، الإيطالي، الفرنسي، ومؤخراً الألماني هي دوريات متابعة عالمياً وتتنافس فيما بينها لكسب عدد أكبر من المتابعين حول العالم، وما التغيير في تواقيت عرض بعض المباريات المهمة في تلك الدوريات لتتناسب مع أوقات كثير من المشجعين حول العالم، إلا دلالة كبيرة على اهتمام هذه الدول بالأسواق العالمية وحرصها على الفوز بحصة كبيرة منها.

ولعل ما نشاهده مؤخراً من لعب بعض مباريات السوبر الأوروبية في شرق آسيا تارةً وفي الخليج تارةً أخرى إلا تأكيد على النظرة التسويقية التي تنظر من خلالها بعض الدول الأوروبية لبطولاتها. وعلى الرغم من أن المادة هي الدافع الرئيس للعب خارج البلاد، إلا أن هناك أهدافاً أخرى تتنافس الدوريات الأوروبية على تحقيقها كزيادة المتابعين والترويج لبطولاتهم بحثاً عن الأفضلية العالمية من حيث المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية.

والاتحادات الأوروبية لكرة القدم تتعامل مع بطولاتها كمنتجات، وتحرص كل الحرص على جودة وتطوير وتنويع منتجاتها، إضافة إلى حرصها على تكامل عناصر المزيج التسويقي الأخرى كالتسعير والمكان والترويج، ليكون المنتج النهائي هو الخيار الأول للجميع.

وفي المملكة العربية السعودية نعيش حراكاً رياضياً كبيراً، حيث بدأنا نلحظ ونشاهد تطويراً وتغييراً في المسابقات السعودية من حيث الشكل والمضمون، وقريباً نتوقع ونطمح أن يتوج العمل بتخصيص القطاع الرياضي أو جزء منه كي تتحول رياضتنا من الهواية إلى الصناعة، وهذا لن يحدث إلا إذا اهتممنا بمنتجاتنا الرياضية الأساسية، وتظل البطولات هي أبرز المنتجات الرياضية لدينا، ورغم أنها شهدت كثيراً من التغيير والتطوير خلال الفترة الماضية إلا أنها لا تزال تحتاج إلى بعض التعديل والتطوير لرفع مستوى جودتها وفائدتها.

وبما أن موسمنا الرياضي لكرة القدم افتتح ببطولة “السوبر” السعودي التي لعبت هذا الأسبوع في لندن، سنعيد الحديث عن هذه البطولة كمنتج وعن جدوى لعبها في لندن لثلاث نسخ حتى الآن؟ وهل الأفضل استمرار لعبها هناك أم عودتها لموطنها ولجمهورها ولأجوائها؟

شخصياً تكلمت كثيراً عن هذا الموضوع وقلت رأيي في مقال سابق عام 2015 تحت عنوان “السوبر اللندني” حيث تحدث المقال عن الإيجابيات والسلبيات التي من أبرزها؛ عدم قدرة اتحاد الكرة آنذاك على تحديد ومعرفة الفئة المستهدفة لحضور مبارايات “السوبر”، وهم الجمهور من فئة الشباب الذين في الغالب لا يفوتهم حضور أي مباراة لفرقهم التي يشجعونها، لذا من الخطأ إبعاد البطولة عن هذه الفئة التي من المفترض أن تكون هي المستهدفة.

ومن السلبيات أيضاً فقدان فرصة اقتصادية كانت ستفيد المدينة المستضيفة التي في الغالب سيتم تدويلها بين أبها والطائف وتبوك ومستقبلاً العلا ونيوم، لأن البطولة ستخلق حراكاً اقتصادياً في المدينة المستضيفة لمدة لن تقل عن أسبوع.

ولأننا سبق أن تحدثنا بإسهاب عن بطولة “السوبر” في النسخ الماضية، وعن المكان الأنسب لاستضافتها، فسنكتفي بذلك، ونختم هذا المقال بسؤال عريض؛ هل من فوائد واضحة للعب “السوبر” السعودي في لندن.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.