الفصل الثامن: الجدوى من تحليل الأسهم
محتويات الفصل
مقدمة الفصل
في هذا الفصل سنتعرف على أهمية تحليل الأسهم والجدوى من القيام بهذا التحليل.
سؤال مهم
لماذا يبذل بعض الناس وقتاً طويلاً في البحث والتحري عند شراء جهاز تلفزيون بـ 500 دولار ولا يفعلون ذلك عند شرائهم لأسهم بـ 10 آلاف دولار؟
إن من أغرب ما يقوم به كثير من الناس للأسف الشديد هو الدخول في العديد من الشركات بدون القيام بالدراسة الكافية لما هم مقدمون عليه. فالبعض يعتقد أنه لا يحتاج إلى القيام بتحليل وضع الشركة المالي طالما أنه ينوي الاستثمار على المدى القصير أو أنه فقط يود المضاربة على السهم، وهذا خطأ كبير حيث إن السهم القوي استثمارياً أفضل للمضارب ويحميه من الوقوع وقت الشدة.
إن من يتقن أسلوب التحليل المالي يستطيع تجاوز الكثير من الخسائر ويكتشف الفرص القوية متى ما ظهرت له. فنجد كثيراً من الناس يزجون بآلاف الدولارات في سوق الأسهم دون أدنى معرفة لطبيعة الشركة التي يستثمرون بها، وأحياناً دون حتى معرفة اسم الشركة بل يكتفي باستخدام الرمز الخاص بالشركة والذي يتكون من حرف واحد إلى خمسة أحرف.
أهمية تحليل الأسهم
قد يقوم المستثمر بالاتصال بالوسيط أو عن طريق الإنترنت ويقوم بطلب شراء عدد معين من الأسهم لشركة رمزها XYZ والتي غالباً ما يكون قد سمع عنها من صديق أو من أحد المصادر على الإنترنت. وتحدث قصص حقيقية لأناس قاموا بطلب رمز مختلف عن الذي كانوا يتوقعونه نتيجة عدم تأكدهم من الرمز، وتكون النهاية عادة إما مضحكة أو مبكية (حسب النتيجة النهائية) عندما يتم اكتشاف ما تم شراؤه.
معلومة مهمة
تتكون رموز الشركات المسجلة في سوق نيويورك وكذلك السوق الأمريكي من واحد إلى ثلاثة أحرف، بينما رموز شركات نازداك تتكون من أربعة إلى خمسة أحرف.
والغريب حقاً أن الإنسان عادة ما يبذل جهداً جهيداً ويقضي وقتاً طويلاً في التسوق والمقارنة الدقيقة عندما ينوي شراء جهاز تلفزيون أو جهاز فيديو بسعر لا يتجاوز 500 دولار، بينما تجده يقذف آلاف الدولارات في شركات لا يعرف عنها شيئاً على الإطلاق.
وقد يكون أحد أهم أسباب مثل هذا التصرف المتهور السهولة اللامتناهية في عملية إنجاز عمليات البيع والشراء للأسهم سواء بالطرق التقليدية عن طريق الهاتف أو عن طريق شبكة الإنترنت. هذه السهولة تشبه إلى حد كبير الفرق بين الدفع بواسطة بطاقة الائتمان والدفع نقداً، حيث إن من يدفع نقداً يكون أكثر حرصاً ممن يدفع بواسطة بطاقة بلاستيكية!
تصنيف الشركات
بنظرة سريعة إلى تصنيف الشركات الأمريكية حسب المتبع من قبل شركة Mergent المتخصصة في بيانات الشركات، نجد أن كل شركة يتم تداول أسهمها في الأسواق الأمريكية تنتمي إلى صناعة معينة (Industry)، كصناعة الملابس أو المشروبات، أو الصناعات الكيميائية أو المنتجات الورقية، أو أجهزة الكمبيوتر أو العقار، وغيرها.
وستجد أن كل مجال صناعي ينتمي بدوره إلى قطاع عام (Sector) يضم العديد من الصناعات. في هذا المثال نجد أن شركة Cisco (CSCO) تنتمي إلى صناعة شبكات الحاسب الآلي، إلى جانب عدد كبير من الشركات في المجال نفسه؛ وإن صناعة شبكات الحاسب الآلي تنتمي إلى قطاع التكنولوجيا.
نصيحة مهمة
قم بزيارة الموقع www.mergent.com لرؤية جميع الصناعات وبعض المعلومات عنها.
وحسب هذا التصنيف فهناك اثنا عشر قطاعاً مستخدمة في تصنيف الشركات. ومثل هذا التصنيف يعين في فهم موقع كل شركة في سوق الأسهم.
التخصص في القطاعات
هنا يتضح الخطأ الذي يقع فيه كثير من المستثمرين، وهو عدم التركيز على صناعة معينة أو حتى قطاع معين. فنجد من يشتري ويبيع في أسهم شركات قطاع المواد الخام وكذلك شركات قطاع المواد الاستهلاكية الدورية، إلى جانب شركات قطاع النقل والمواصلات والخدمات الصحية!
أمر عجيب حقاً أن يستطيع شخص أن يُلم بطبيعة عمل عدد كبير من القطاعات ويستثمر في صناعات مختلفة داخل هذه القطاعات علماً بأن كل قطاع مختلف تماماً عن الآخر. هذا التصرف لا يحدث عند دخول الشخص في استثمارات محلية، حيث قل ما نجد من يملك شركة أدوية ويعمل في مجال العقار ولديه مخبز ومحل حلاقة ومؤسسة خدمات كمبيوتر!
خلاصة مهمة
إن الدراسة والفهم الصحيح لما نود أن نستثمر أموالنا فيه أمر في غاية الأهمية ولا يمكن أن ينجح المستثمر في استثماره دون بذل الجهد اللازم لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وحتى في حالة رغبة الشخص في تنويع استثماراته عليه التركيز على قطاع معين أكثر من غيره، وإن صح التعبير فعليه التخصص في قطاع معين وعدد قليل من الصناعات داخل هذا القطاع، وقصر التنويع في قطاعات أخرى إلى نسبة قليلة من رأس المال أو في شركات محددة، أو الاستعانة بمدير محفظة أو صندوق استثماري.